يُعَدُّ هذا الكتاب من المصادر الحديثية التي لا يُستغنى عنها فهو يوازي أهمية “تاريخ البخاري”، و”الجرح والتعديل” لابن أبي حاتم. وقد رتب “ابن أبي خيثمة” الكتاب ترتيبًا مذهلًا، فقد رتبه على البلدان، ولوَّن داخل هذا الإطار العام فذكر مَن اشترك في صفة أو نسب أو قرابة في سياق واحد مع الإشارة لذلك، ولا يقتصر في ترتيبه على النظر لهذه الصلة الظاهرة -نعني القرابة أو النسب ونحو ذلك-، وإنما يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، وأدلّ على سعة علمه ويقظته، فينظر في ترتيبه إلى اشتراك الرجل ومَن حوله في صفة ما غير اشتراكهم في الوطن. وقد جمع المصنِّف بين الموالي في سياق واحد، كما جمع بين المتشابهين في الرسم أو الكنية ونحو ذلك في سياق واحد، مع بيان كلٍّ والتمييز بينهم. وعمدته في ذلك -في الغالب- على إمامَي الهُدى، ومنارتي العلم: يحيى بن معين وأحمد بن حنبل، ولا يقتصر عليهما، بل ينقل عن القطَّان وابن مهدي وغيرهما، وإنما خُصَّ ابن معين وابن حنبل بالتقديم هنا، لإكثاره عنهما. ويسوق المصنِّف إسناده بذلك كله، ولا يذكر شيئًا بلا إسناد، شأنه في ذلك شأن سائر المحدِّثين أصحاب الأسانيد.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها:
