يُعَدُّ هذا الكتاب من مصادر الفكر الإسلامي الأولى، التي نهلت من صافي النبع، واقتبست من القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، وأقوال الصحابة والتابعين لمواجهة المشكلات الحضارية التي كانت تعترض مرحلة التأسيس والبناء للحضارة الإسلامية المتميزة. فقد صُنِّفَ هذا الكتاب، وموطأ مالك، وسيرة محمد بن إسحاق وأضرابها في وقت متقارب، وهي المصنَّفات الإسلامية الأولى، وكان هذا الكتاب واحدًا من أهم الركائز الفكرية التي أثّرت في الأمة الإسلامية في قضية خطيرة من قضاياها المستمرة المتجددة، ألا وهي قضية النظام العسكري وشؤون الحرب بكل ما يضمه ويحتاج إليه، والعلاقات الدولية بين الأمة الإسلامية وغيرها من الأمم. وقد نال هذا الكتاب أهمية كبيرة إبان تصتنيفه وما تلاه من عصور، وذلك لأن مصنِّفه “أبو إسحاق الفزاري” كان إمامًا مجاهدًا، يخوض المعارك جنديًّا إبان نشوبها، ويعود معلمًا ومربيًا إذا ما وضعت الحرب أوزارها.
اضغط على إحدى أسماء أدوار النشر التالية لعرض روابط القراءة والتحميل الخاصة بها: